مدونة المكتبة قدم لكم مجموعة كتب اسلامية عن ايام رسول لله صلى الله عليه وسلم
السنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ...
استعداد الصحابة لحفظ السنة ونشرها .
كان العرب قبل البعثة المحمدية في جهالة جهلاء وضلالة عمياء. بلغ بهم الجهل أن نحتوا من الحجارة أصناما آلهة، يعبدونها من دون الله وبلغ.
بهم الضلال، والقسوة أن كان يقتلون أولادهم خشية العار أو الفقر.
وبلغت بهم الهمجية أن كانوا يشنون الغارات لأتفه الأسباب. الحمية الجاهلية بعض صفاتهم والعصبية القبلية متمكنة من نفوسهم يعاقرون الخمور، ويتعاملون بالميسر كثيرا ما تنشب الحرب بينهم أعواما طوالا حتى تأتي على الأخضر واليابس. لا حاكم يزجرهم ولا دين يردعهم.
وبالجملة فقد كانوا في فتن مدلهمة، وظلمات بعضها فوق بعض، حتى ضجت الجزيرة العربية من الحروب المتلاحقة، واشتكت الأرض إلى ربها من هذه الدماء المسفوكة. وتشوقت النفوس إلى من ينتشلها من ظلمات الحيرة، وينقذها من أحضان الجهل والوحشية. وجعلوا يلتمسون الخلاص مما هم فيه، فلا يستطيعون كالذي يبسط إلى الماء ليبلغ فاه، وما هو ببالغه.
فكان من رحمة الله بهم وبالإنسانية جمعاء، أن بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته، ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وهذا الرسول هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أشرف الناس نسبا، وأكرم قريش أصلا ومحتدا. بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، الدعوة إلى الله سرا، حتى لا يفاجأ القوم بها وهم على ما وصفنا غارقون، فيجهلهم هائمون في غيهم، فتبعه منهم أفراد قلائل لا يتجاوزون أصابع اليد، ثم جهر بالدعوة إلى الله عز وجل، فدخل في الدين من علية القوم خلق كثير..